عدن إحدى مدن الجمهورية اليمنية
التسمية
عدن هي موطن ومقام للسفن وكلمة عدن تعني أقام بالمكان فكلمة "عادن" تعني مقيم ويقال "عدن البلد" أي توطن البلد
ومن أقوال الجغرافيين عن المدينة :
- قال ياقوت الحموي
هي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن ردئة لا ماء بها ولا مرعى وشربهم من عين بينها وبين عدن مسيرة نحو اليوم وهو مع ذلك ردئ إلا أن هذا الموضع هو مرفأ مراكب الهند والتجار يجتمعون إليه لأجل ذلك فإنها بلدة تجارة، وتضاف إلى أبين وهو مخلاف عدن من جملته |
- قال ابن منظور :
هي بلد على سيف البحر في أقصى بلاد اليمن |
- قال ابن خلدون :
وعدن هذه من أمنع مدائن اليمن وهي على ضفة البحر الهندي وما زالت بلد تجارة من عهد التبابعة وأكثر بنائهم بالأخصاص ولذلك يطرقها تجار الحرير كثيراالتاريخالتاريخ القديم
عدن ميناء قديم وذكرها اليونان باسم (يونانية:Αραβία Εμπόριον - Arabia Emporion) وتعني ميناء تجارة العربية وذكرت عدن صراحة باسمها هذا في سفر حزقيال الذي يتحدث عن أورشليم وجاء فيه [6] :
كانت المدينة في بدايتها شبه جزيرة صغيرة بلا موارد طبيعية تذكر ولكن موقعها بين مصر والهند جعلها ذا شأن مهم في طريق التجارة العالمية القديم. كانت المدينة موطن مملكة أوسان القديمة من القرن الثامن للسابع ق.م في بدايات القرن السابع ق.م، شن كربئيل وتر الأول ملك مملكة سبأ حملة على أوسان قُتل خلالها وفق النصوص السبئية ستة عشر ألف قتيل وتم إستعباد أربعين ألف نسمة وتقديم ملوك أوسان قرابين للإله إيل مقه وفقا للكتابة التي كربئيل وتر الأول تركها في صرواح مخلداً فيها انتصاره.
في النصف الثاني من القرن الأول ق.م، عزم الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر السيطرة على العربية السعيدة وبلوغ المحيط الهندي. وأُرسل حاكم مصرالروماني أيليوس غالوس عام 25 ق.م وانتهت الحملة بنتائج كارثية وفناء الجيش الروماني أمام أسوار مأرب. أسقط الحِميَّريون مملكة سبأ عام 275 للميلاد وسيطروا على عدن. دراسات أثرية حديثة غير مكتملة، ترجح أن الحِميَّريين كان من شيد صهاريج المياه الضخمة المعروفة حالياً بـ"صهاريج عدن" والتي تخزن قرابة 13,638,2757 لتر من الماء
سقطت مملكة حمير في الربع الأول من القرن السادس قبل الميلاد وذكر يوسف ذو نواس باب المندب في احدى كتاباته فقد كانت قوات مملكة أكسوم تدخل اليمنمن خلاله، أرسل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول أسطولاً لقتال اليهود الحِميَّريين ودعم مملكة أكسوم ومسيحيي نجران، دخل الأسطول عن طريق عدن. تشير المصادر البيزنطية أن الإمبراطورية الساسانية سيطرت على المدينة عام 671 للميلاد.
التاريخ الوسيط
مع دخول الإسلام إلى اليمن في القرن السابع الميلادي، كانت عدن قد شهدت فترة ركود استمرت حتى القرن التاسع الميلادي.
كانت عدن في سنين الإسلام الأولى تتبع مخلاف الجند (تعز) سيطرت عليها دولة بني زيادووالصليحيون وبعد وفاة علي بن محمد الصليحي قام إبنه المكرم بتولية بنو زريع واستمرت عدن بتأدية الإتاوة السنوية حتى خفضتها الملكة أروى بنت أحمد الصليحي.عقب سقوط الدولة الصليحية استقل بنو زريع بعدن مستغلين إنشغال الصليحيين بقبائل خولان. استمر الزريعيون بحكم عدن ولحج وأبين لأقل من أربعين سنة حتى سقطوا بسيطرة الأيوبيين على المدينة. دارت معركة كبيرة بين توران شاه بن أيوب وياسر بن بلال المحمدي وزرير الدولة الزريعية وهزم الزريعيون وهرب المحمدي إلى تعز. من أهم الأسباب التي ساهمت في هزيمة الزريعيين كانت حروبهم المتواصلة مع بني مهدي في تهامة وخروج جيشهم لملاقاة الأيوبيين عوضا عن التحصن في عدن.
خلال فترة الأيوبيين في اليمن، كانت صنعاء ومايجاورها أكثر رفضا لوجودهم من سواها من المناطق. تمكنت القبائل الزيدية من هزيمة الأيوبيين عام 1226 إلا أن عمر بن رسول مؤسس الدولة الرسولية تمكن من صدهم فأحكم سيطرته على عدن واستعادت المدينة مكانتها خلال أيام الرسوليين فحفروا الآبار وبنوا المدارس وانتعشت عدن تجاريا. فقد كان ملوك بني رسول تجاراً كذلك وسنوا عددا من القوانين والأنظمة لتقنين التجارة في المدينة. تمكن بنو طاهر من السيطرة على عدن بعد بني رسول ويصفها الرحالة الإيطالي لودوفيكو دي فيرثاما بأنها من أقوى المدن المشاهدة على مستوى الأرض خلال أيام الطاهريين.
بدأ البرتغاليون بالتوسع في المحيط الهندي وبحلول العام 1498 م أدركوا أن عدن مفتاحهم لدخول البحر الأحمر. ، فأستشعر المماليك في مصر الخطر وأرسلوا قوة بقيادة حسين الكردي، قدم الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب مساعدات كبيرة للكردي ولكنه تعرض لهزيمة فادحة في معركة ديو. أرسل المماليك أسطولا ثانيا ولكن الملك الظافر رفض التعاون مع المماليك كونه نجح في صد البرتغاليين عن عدن دون عون منهم. غضب حسين الكردي وتحالف مع الإمام الزيدي المناوئ للطاهريين المتوكل شرف الدين وسقطت مدن الطاهريين تباعا باستثناء عدن. سيطرت الإمبراطورية العثمانية على المدينة عام 1538. كان هدف الأتراك منصبا على منع البرتغاليين من السيطرة على عدن فشهدت المدينة أياما عصيبة بالإضافة لحقيقة أن ميناء المخا اكتسب أهمية أكبر على حساب عدن خلال القرن السادس عشر. فانخفض تعداد المدينة وتحولت إلى قرية صغيرة بتعداد لا يتجاوز 600 نسمة. بينما كان تعدادها يقارب الثمانين ألف نسمة أيام الدولة الرسولية.
التاريخ الحديث
كانت الأوضاع مختلفة بشمال البلاد الزيدية لم يعترفوا بسلطة العثمانيين وثاروا مرات عديدة ضدهم آخرها ثورة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن القاسم الذي تمكن وإبنه المؤيد بالله محمد توحيد القبائل وطرد العثمانيين. اعتمد الأئمة على مداخيل ميناء المخا ولم تكن عدن بتلك الأهمية التي ولي عليها العبادلة. على أواخر القرن الثامن عشر، عقد السلطان فضل العبدلي حلفا مع قبائل يافع على التمرد على الأئمة الزيدية وإحتكار مداخيل عدن بينهم مناصفة. تخلص سلطان لحج من الأئمة ولكنه لم يف بوعده ليافع. كان الأئمة الزيدية لا يعترفون بالتوريث ويرون القتال لأجل الإمامة فطالت الحرب بين الناصر محمد بن إسحق والمنصور بن الحسين المتوكل فانتهز العبدلي الفرصة ليعلن إستقلاله بلحج وعدن. كان الإنجليز يزورون عدن والمخا من عام 1609 بقيادة السير هنري ميدلتون الذي سُجن وصودرت سفنه وقتل ثمانية من رجاله.
عقب إخراج العثمانيين من عدن، حاول الإنجليز عقد معاهدات مع الأئمة الزيدية فزاروا صنعاء والمخا ولكنهم عاملوا سفير الإنجليز معاملة سيئة ورفضوا عرضه. كانت الأمور مختلفة عندما استقل العبادلة بلحج والمدينة، فوقعوا معاهدة مع الإنجليز عام 1802 تقضي ببنائهم مصنعا في كريتر وخصص مقبرة خاصة للرعايا الإنجليز مجاناَ، كان العبدلي يريد الحماية الإنجليزية من القبائل. قُتل السلطان فضل بن علي من قبل مسلحي يافع ثم غزا أحد مشايخ الحجرية لحج وحاصرها لخمسة أشهر وحاصرها العوالق كذلك بثمانية آلاف مقاتل ولم يغادروا إلا بعد أن دفع لهم السلطان أحمد بن عبد الكريم سبعة آلاف دولار. ثم هاجم آل فضل عدن سنة 1836.
في يناير 1839، أحكمت الإمبراطورية البريطانية سيطرتها على المدينة بسبعمائة من المشاة قتلت 150 من المقاومة العدنية. وفقا للرواية الإنجليزية، فإن باخرة هندية تابعة لبريطانيا حطت رحالها في عدن عام 1837، فهاجمها عرب من عدن وسرقوا كل مابداخلها. فقام الكابتن ستافورد هاينز بزيارة عدن في 28 ديسمبر من نفس السنة وألتقى بسلطان لحج الذي نفى أي علاقة له بالحادثة ولكن الكابتن هاينز لم يصدقه كونه رأى بضاعة السفينة تباع علنا في سوق المدينة، وفقا لرواية الإنجليز. فطالب الإنجليز السلطان بدفع تعويضات قدرها 12,000 دولار دفع منها السلطان 7,808 على أن يعيد الباقي خلال سنة وأن يتخلى عن عدن للإنجليز مقابل معاش سنوي قدره 8,700 دولار. إلا إن ابن السلطان العبدلي رفض المعاهدة وقاتل الإنجليز فنزل الكابتن سميث بسبعمائة من المشاة محذرا ابن السلطان مطالبا إياه بالإلتزام بالمعاهدة، فرفض السلطان وقُتل من الإنجليز خمسة عشر جنديا مقابل 150 عدني وكان عدد سكان المدينة لا يتجاوز 600 نسمة أصلاً.
عام 1841 حاول العبادلة وآل فضل مهاجمة الإنجليز في عدن بقوة تعدادها خمسة آلاف مقاتل، تصدى الإنجليز للهجوم إذ خسرت القبائل مئتي رجل منهم وتراجعوا. أعلن الكابتن ستافورد هاينز عدن منطقة حرة. انتعشت عدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود واستوطنها تجار يهود وفرس وهنود واعتمد الانجليز على تقسيم صارم بين المدينة والريف. عام 1872، عاد العثمانيون إلى شمال اليمن وأسسوا ولاية اليمن وقسموها لأربع ألوية لواء صنعاء، لواء تعز، لواء عسير، ولواء الحديدة لم يعترف الأتراك بسلطة الإنجليز في الجنوب فسيطروا على الضالع التي فر سلطانها إلى عدن طالبا العون من الإنجليز. سيطر الإنجليز على الضالعوأجبروا العثمانيين على ترسيم الحدود، ذلك الترسيم هو ماقسم اليمن إلى "شمال" و"جنوب" وتذكر المصادر البريطانية أن العرب لم يهتموا بهذا الخط الفاصل تلك الأيام كان الأئمة الزيدية يقاتلون الأتراك دون توقف، فأُنهك العثمانيون وتمكن الإمام يحيى حميد الدين إجبارهم على الاستسلام. دعا الإمام يحيى القبائل المحمية من الإنجليز للوحدة اليمنية فعمد الإنجليز لتبني سياسات أكثر صرامة لحماية مصالحهم وعززوا من المشاعر الإنفصالية.
خلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، كانت عدن قد أصبحت أحد أكثر موانئ العالم نشاطاً، بل كانت الثانية في الترتيب بعد نيويورك. كانت عدن جزءا من الهند البريطانية إلى أن أصبحت مستعمرة عام 1937. وبحلول الخمسينيات أدرك الإنجليز أنهم لن يستطيعوا الإستمرار بإدارة عدن مباشرة ففكروا بإقامة كيان بعيد عن موجة القومية العربية التي اجتاحت المنطقة فأقاموا ماأسموه إتحاد إمارات الجنوب العربي وهو إتحاد فيدرالي يشمل المحميات الغربية حول عدن ولكنه فشل لإفتقار المشيخات للخبرة في الحكم، وعارضت سلطنة لحج الإتحاد وكان هناك خلاف بين السلاطين عن هوية رئيسه. بالإضافة لرفض السلطنة الكثيرية والسلطنة القعيطية التي كانتا تسيطران على حضرموت وسلطان سلطنة المهرة إقامة حكم إتحادي يجمعهم، ورفض النخبة الإجتماعية المتعلمة التي كانت مسيطرة على عدن الإتحاد مع المشيخات التي اعتبروها متخلفة وأمية إلى حد كبير. بينما كانت المشيخات تخشى إسقاطها في أسوأ السيناريوهات أو نفوذ سياسي محدود بهيمنة النخبة العدنية.
ففشل الإتحاد وأقام الإنجليز إتحاد الجنوب العربي ولم يستمر لإشتعال ثورة 14 أكتوبر عام 1963.قامت ثورة أكتوبر لقتل البريطانيين سبعة مواطنين من ردفان، وتأثرا بثورة 26 سبتمبر. ظهرت حركات مقاومة مثلجبهة التحرير القومية المدعومة من الجيش المصري وأعلنت حالة الطوارئ (إنجليزية: Aden Emergency) في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي. أعلنت بريطانيا أن ستخرج من عدن عام 1968 وهو مافجر أعمال العنف بين فصائل ماسمي بالـ"مقاومة" لإحتكار تقرير المصير عقب خروج الإنجليز. وكان للجبهة القومية للتحرير بقيادة قحطان الشعبي اليد العليا قبل خروج الإنجليز من عدن عام 1967. وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي وأُتخذت عدن عاصمة للدولة.
بعد الإستقلال
قامت الحركة التصحيحة بإعتقال الرئيس قحطان الشعبي وأدخلت العامل الآيدولوجي الماركسي في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وغيرت إسمها إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبدأوا بتأميم قطاعات واسعة من الإقتصاد وبحلول عام 1974 وضع القادة الشباب الجدد أول خطة خمسية لجميع المحافظات الجنوبية. كان ميناء عدن مصدر الدخل القومي الأكبر لجمهورية اليمن الجنوبي ولكن إغلاق قناة السويس من قبل إسرائيل عندما ضربت سفينة داخل المياه المصرية الإقليمية قلل من النشاطات التجارية في الميناء. في يناير 1986 كانت عدن ممزقة بسبب تناحر فصيلين في الحزب الإشتراكي الحاكم. أقدم حراس الرئيس علي ناصر محمد على هجوم مفاجئ على مكتب الحزب السياسي في عدن في 13 يناير 1986 فكانت تلك بداية حرب 1986 الأهلية في جنوب اليمن. كان أساس الحرب مناطقيا، فعلي ناصر محمد من محافظة أبين بينما كان جل المقتولين في مكتب الحزب السياسي من الضالع ولحج. فقامت ألوية عسكرية من تلك المناطق بقصف عدن من البر والبحر مما أجبر علي ناصر محمد على الهرب. لحق ذلك عمليات قتل وتصفية ممنهجة ضد أبناء محافظة أبين بتهمة أنهم كانوا متعاونين مع علي ناصر محمد فقتل قرابة عشرة آلاف شخص وهاجر الآلاف نحو اليمن الشمالي جلهم كان من أبين وشبوة. قامت الوحدة اليمنية عام 1990 واعتبر علي سالم البيض نائبا لعلي عبد الله صالح. بعد أربعة سنوات، قامت حرب صيف 1994 واستعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة، أعقب ذلك عمليات نهب منظمة من قبل ميلشيات قبلية .
السكان
يبلغ تعداد المدينة 550602 نسمة وفق إحصاء 2013. !
التقسيم الإداري لعدنالمديريات
الأحياء
الجزرأهم المعالم
المراجع
|
0 التعليقات: